شهدت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا طفيفًا خلال المعاملات المبكرة اليوم الاثنين، مدعومةً بآمال تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتي تلقي بظلالها علي توقعات الطلب العالمي علي الوقود، رغم استمرار حالة الضبابية التي تخيم على التوقعات الاقتصادية والطلب العالمي على الطاقة.
وبحلول الساعة 07:42 صباحًا بتوقيت غرينتش، سجل خام برنت زيادة بنحو 0.3% بزياده تسعه سنتات عن التعاملات السابقة ليصل إلى 67.10 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.4% بزياده ستة سينتات عن تعاملات الامس ليبلغ 63.32 دولارًا للبرميل، وسط تعاملات حذرة من قبل المستثمرين الذين يتابعون عن كثب تطورات المشهدين التجاري والسياسي.
وبحسب تصريحات مايكل مكارثي، الرئيس التنفيذي لمنصة "مومو أستراليا" للتداول الإلكتروني، فإن غياب الأنباء المؤكدة عن مفاوضات التجارة يدفع المتعاملين لاتخاذ قرارت قصيرة استعدادًا لاحتمالية زيادة إنتاج من تحالف أوبك+ خلال اجتماعهم المقرر في الخامس من مايو/أيار من الشهر القادم ، بالإضافة إلى الارتفاع الملحوظ في مستويات الإنتاج بالولايات المتحدة.
ارتفاع أسعار النفط بالرغم من ضبابية المشهد الاقتصادي العالمي
ورغم المكاسب الأخيرة التي يشهدها سوق النفط العالمي، لا تزال الأسواق النفطية تعاني من ضغوط كبيرة مرتبطة بتوقعات زيادة المعروض من النفط لدي الاسواق، إلى جانب المخاوف الناتجة من تأثير الرسوم الجمركية على حركه الاقتصاد العالمي، وهو ما تسبب الأسبوع الماضي في تراجع أسعار الخامين الرئيسيين بنسب تجاوزت 1%. والتي تعتبر خسره ليست كبيره نسبيا لكن تبقي موثلاة في الاسواق العالمية .
وفي خلفية المشهد، تتواصل الإشارات المتضاربة بين واشنطن وبكين بخصوص استئناف المفاوضات التجارية. ففي الوقت الذي تحدث فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تقدم في المحادثات، جاءت تصريحات وزير الخزانة سكوت بيسنت متحفظة، بينما نفت بكين وجود أي محادثات نشطة مع الجانب الأميركي.
يُذكر أن العقود الآجلة لخام برنت تسليم يونيو/حزيران 2025، ارتفعت بنسبة 0.63% إلى 67.29 دولارًا للبرميل، كما صعد خام غرب تكساس الوسيط بنفس الفترة بنسبة 0.67% إلى 63.44 دولارًا للبرميل، وفقًا لبيانات منصة الطاقة العالمية.
رغم هذه المكاسب، لا تزال حالة الحذر تخيم على المتعاملين في السوق، وسط مخاوف من أن أي فشل في التوصل إلى تسويات تجارية واقتصادية بين القوى الكبرى قد يعيد أسعار النفط إلى مسار التراجع مرة أخرى.
هل يتكرر سيناريو أسعار النفط بأسعار سالبة كما حدث في عام 2020 ؟
أشار الدكتور أنس الحجي، مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة التي تتخذ من واشنطن مقرًا لها وخبير اقتصادات الطاقة، إلى أن العالم استوعب الدروس السابقة، بما في ذلك الشركات التي كانت تمتلك خزانات تخزين فارغه وغير مستخدمة.
وبيّن أن الشركات، حتى لو كلفها استئجار الخزان ألف دولار يوميًا، كان بإمكانها فرض مبالغ ضخمة تصل إلى عشرة آلاف أو حتى مئة ألف دولار على من يبحث عن خزانات متاحة، محققة بذلك أرباحًا كبيرة خلال يومين فقط، إلا أن هذا السيناريو لم يتحقق.
وأوضح أن هذا الوعي المكتسب جعل من تكرار مشهد الأسعار السلبية للنفط أمرًا غايه في الصعوبه ، غير أنه بسبب الطبيعة القانونية لعقود خام غرب تكساس الوسيط، فإن إمكانية تكرار مثل هذه الأحداث تبقى قائمة.
وأضاف الدكتور أنس الحجي قائلا : "أود هنا أن أوضح علي بعض النقاط المهمة، أولها أنه لم يُبع أي برميل نفط من قبل المنتجين على الإطلاق. أما النفط الذي تم بيعه، والذي تقول بعض التقارير إنه بلغ 23 مليون برميل بأسعار سالبة، فقد كان بين التجار فقط وليس بين المنتجين."
الطلب على الغاز المسال... في ظل الارتفاع الطفيف في اسعار النفط
مع تزايد أزمات إمدادات الغاز المحلية، وتسارع الطلب على الطاقة المتجدده والكهرباء، أصبح الطلب على الغاز المسال أحد المحركات الأساسية في الاسواق العالمية. وتجدر الإشارة إلى أن الدول العربية تشكل أكثر من ربع صادرات الغاز المسال العالمية بنسبه 25%، ما يجعلها واحدة من أسرع أسواق الاستيراد نموًا في العالم كذالك يبقى الهدف الاساسي هو تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء وتوفير إمدادات مستدامة منها علي مدار العام ، حيث تعاني العديد من الدول العربية من أزمات انقطاع التيار الكهربائي خاصه في فصل الصيف. وفي حالة مصر، كان الانخفاض الحاد في إنتاج الغاز من حقل ظهر وزيادة درجات الحرارة خلال الصيف السبب الرئيسي وراء عودة الحاجة لاستيراد الغاز، خاصةً أن الغاز يمثل أكثر من 80% منمصادر توليد الكهرباء في مصر